يُعد التعليم قضية ذات أهمية عالمية، وموضوعا يحظى بمكانة خاصة في قلبي. أعتبر نفسي متعلماً مدى الحياة وطالبًا لا يكف عن السعي نحو المعرفة، وأؤمن بأن التعليم حق إنساني أساسي يجب أن يطمح إليه كل فرد، فهو الوسيلة لاكتساب الحكمة، والنهوض الاجتماعي، والازدهار.

تُقدّم المؤسسات التعليمية، من مدارس وجامعات منتشرة في مختلف أنحاء العالم، ما يتماشى مع الفطرة الإنسانية، ذلك العطش للمعرفة والفهم. ومن خلال التعليم تتحقق النهضة والابتكار، وهما حجرا الأساس لأي مجتمع حديث، وبهما يتم بناء اقتصادات أكثر ازدهارًا، يكون فيها المواطنون عناصر فاعلة يساهمون بشكل إيجابي في مجتمعاتهم.

في عالمنا الحديث، أصبح التعليم ضرورة لا غنى عنها. وهو ما نسعى إليه باستمرار كمحترفين، ونتطلع إلى توفيره لأبنائنا، فهو شرط أساسي للانخراط في سوق العمل الرقمي. ولولا التعليم الجيد الذي حصلنا عليه في مراحلنا التكوينية، لما كنا في المواقع التي نشغلها اليوم، ولا كنا نسهم في مجتمعاتنا بهذا الشكل.

وبصفتي لاجئاً فلسطينياً اضطررت إلى مغادرة وطني قسرًا، كنت محظوظًا بالحصول على المنحة الجامعية الكاملة الوحيدة التي قدّمتها الأونروا لأفضل طالب متفوق، وهو ما أتاح لي فرصة إتمام دراستي في الجامعة الأمريكية في العاصمة اللبنانية، بيروت، وأتاحت لي خوض تجربة “نعمة المعاناة”، التي غيّرت مسار حياتي بالكامل، وجعلتني أؤمن أن التعليم أداة قوية قادرة على تغيير مصير الأمم، وانتشال الأفراد من الفقر، ودفعهم نحو الرخاء الاقتصادي.

نشهد اليوم ازدهار العديد من الصناعات والاقتصادات المعرفية، التي كانت ثمرة للإيمان العميق بأهمية الاستثمار في التعليم والتكنولوجيا. فالتعليم لا يسهم في التنمية الاقتصادية فحسب، بل يرسخ أيضا قيم السلام والتفاهم بين الأفراد، ويعزز التسامح، ويكسر الصور النمطية، ويبني جسور التواصل بين الشعوب والثقافات.

ونظرًا للتسارع المتنامي في وتيرة التغيير بمجال التعليم، والحاجة الملحة لجعله متاحًا للجميع، خصوصًا في ظل التحديات العالمية الراهنة، فإن طموحي الأكبر يتمثل في أن تكون
(TAG.Global Digital) في طليعة المؤسسات القادرة على تلبية الطلب المتزايد على التعليم، من خلال تحويل جميع برامجها التعليمية إلى صيغ إلكترونية مرنة، تحافظ على مستوى الجودة المرتبط بالتعليم التقليدي، وتوفّر في الوقت ذاته أدلة وإرشادات لأولئك الذين يسعون إلى رقمنة مناهجهم، وتحقيق نفس مستوى الجودة والنتائج في البيئات الرقمية.

لذا أسست مشروعا لهذه الغاية أطلقت عليه اسم تاجيبيديا التعلم، وهو مشروع ضخم وطموح يشمل جميع كيانات التدريب والتعليم التابعة لـ TAG.Global Digital، يهدف إلى تقديم منصات تعليمية مبتكرة تلبي احتياجات المتعلمين في مختلف أنحاء العالم، وتواكب التحديات المستقبلية في مجال التعليم الرقمي.

طلال أبوغزاله